الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

على وقع الخطى6

يشتد نشيد العاصفة لتنتفض جوانب الليل المقمر طربا، وتتمايل خوفا أن يسكت هذا الغناء القاتم بلون البؤس والوحده والموت، طعم خانق يجتاحني...أشعر بالعاصفة تتدافع إلى صدري تمنعني الرحيل ... تنثر كحلها المغبر في مقلتي ... ذلك جهدها أن أقف كما يقف الكثير عن المسير أحتراما لقداستها المتوارثة...وفي كتابها المقدس قالت...سألعن بالموت والخوف كل من يجتازني أو ألعنه بالضعف وأنهك قوتة حتى يخر على صدره راكعا تحت قدمي.

أنظر إلى القمر قد فقأت عينة...أنظر إلى الغيوم قد مزقت سترها...أقرأ قصيدتي على الأغصان المنكسرة والرمال المتناثره...أبحث عن النسائم وقد أبتلعها جبروتي ... أين السكون أين الساكنون أين الأحياء...قد أدخلتهم قبور الخوف وغرست في أفئده الجميع الرعب لن تجد سواك يمتطي دابته النافقه ويهيم الرحيل فوقها.

لكنه في معزل عن كل هذا ... يرقي صبره...يجتاز بعض المسافات ... والطنين يختلج مسامعه، إنه يتنفس وقتاً آخر وزمناً مختلف ... يعود بذاكرته المحتبسه في الحاضر...يقنع صبره ... كم كان يرفل بالهدوء والسكينه ... إنها مجرد عاصفة ستنتهي ... عشت أجمل اللحظات ألا يحق لي أن أستمتع بهذا الصخب ... صدقاً لن يتسنى لي معرفة الفرق بين الجمال والقبح والحق والباطل طالما أن أحدهما لا يعني تناقص الآخر عفوا الأختلاف عن الآخر ... لو لم تكن هذة العاصفة قاسية هكذا ... كيف أعلن للجميع أن النسائم رائعه.

وهنا توقف وأدار ظهرة للعاصفة وأسند ظهرة المنهك على جبينها أو جعلة هدفاً ترمي سهامها نحوه ... وأستكان في فكره أخرى ... أقضت مضجع العاصفة...فحسرتها في زاوية التجاهل ... وتسائل كم من المشاعر أملك ... أي تلك المشاعر كانت له صدراة النطق على قسمات حياتي ... يتنفس بعمق كأنما ينقب أرض رئته بحثا عن بئر أنفاسة الجميلة.

الضوضاء مرتع الأرتباك ومرعى القلق والأرق.

هذة ليلة تستعد للرحيل على أسنه الرياح ... تحمل تلك العباءة السوداء معها وحتى يرميها الفجر سهامه المسمومة ضوءاً ... ويحتفل الوجود بأنفاس الصباح وشهقاتة البكر ... وتنتفض الأرض ... لحظتها قدأصادف حياة أخرى يملؤها البشر حرثاً وحصاداً ... يستبدلون ملامح الأرض ويعزفون أغنية العمل ويكتسبون لقمة عيشهم ويتبادلون صناعاتهم.


أستدار نحو غضب العاصفة ... أخترقها وهو يحمل ذلك التساؤول الأخير ... أي المشاعر أثمره الوجود على قسماتي ... يدفع جسده في أحشاء العاصفة ... يعاني قوتها وتعاني اصراره ... صفعت وجهه ونفثت في محاجره شرار غبارها وزئير روحها المفترسه ... وقدم لها متعته بها ... كان يتراقص على هديرها ... كم يستمتع بهذا الغناء ... وأحنى جذعه فكان سهما ينشد فريسته.

شيء ما يجب أن ينحني في وجه النجاح أو الفشل ... قال لي رجل ستعاقر السقوط وحتى تنهض يلزمك أن تنظر إلى ذاتك من بعيد ... لحظتئذ عليك أن تأمرها أن بالوقوف سريعا ... كان يريدني أن أتناسى ألم السقوط وأحساس الخجل ... كان حكيما ... وبدأ الطريق ينجب طرقاً أخرى ... تزداد حضوة الخطأ ... ولا مجال للمعرفة أن تحكم بوجودها في متاهات جديده ... سأكمل حكاية الأرتحال حتى لا أقف خلف قشور الفشل وأصنع منها ذلك الحائط العظيم من اليأس ... وأهلك في الخلف.


ستبدأ العاصفة بالأنحناء قريباً...أعدك أيها الصبر...لا يتعلق الأمر بالمعرفه فقط حتى نحصد النجاح...كن معي أيها الصبر...بل سأكون معك.


يتبع..............

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

احب ان امكث بين ضلوع حرفك

FAJWAA

غير معرف يقول...

تعجبني تلك الكلمات التي تبين مدى قسوة التحدي في مواجهة تلك العواصف التي تجتاح حياتنا من حين لآخر.....

نعم ..لا نشعر بلذة الراحة والسعادة الا بعد مواجهة مصاعب الحياة واجتيازها بنجاح.....فالفشل لا يعني الهلاك بل هو البداية الحقيقة لنجاح محتوم:)

دمت بود

مبارك الحميدي يقول...

FAJWAA
أطال الله هذا المكوث

مبارك الحميدي يقول...

مجرد أمنيـــــات
تحليل عميق وأستنباط توافق مع خيال خصب

ودمتي بخير